عشرون فنانا يعرضون اعمالهم الفنية في سجن سابق
(رويترز) الفارعة (الضفة الغربية) - Thu Sep 15, 2011 9:06am
يضع عشرون فنانا فلسطينيا وعربيا واجنبيا لمساتهم الاخيرة على مجموعة من الاعمال الفنية التي يعكس جزء منها نتاج اقامتهم لعشرة ايام فيما كان سابقا يعرف بسجن الفارعة الذي حولته السلطة الفلسطينية الى مركز ثقافي متعدد النشاطات.
وتنوعت اعمال الفنانين القادمين من مصر والاردن وتونس وسويسرا وبولندا وفرنسا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وبريطانيا وسنغافورة اضافة الى الفنانين الفلسطينيين ما بين النحت واللوحات التشكيلية وفن الفيديو.
واختار الفنان التشيكلي الفلسطيني بشار الحروب المشارك في ورشة (الفنانين الدولية) التي ينظمها جاليري المحطة للعام الثالث على التوالي واختار هذا العام ان يقيمها في مركز (الشهيد صلاح خلف) سجن الفارعة سابقا الواقع على بعد 20 كيلومترا الى الشمال من نابلس ان يوثق ذاكرة المكان في عمله الفني.
وقال الحروب لرويترز "خلال وجودي هنا في هذا المكان لفت انتباهي ان كتابة المعتقلين على جدران الزنازين بدأت بالتلاشي بسبب عوامل الزمن لذا قررت القيام بعمل فني يوثق هذه الكتابات والتي هي ما بين اسماء وبيوت من الشعر وتواريخ وغيرها من العبارات اقوم بنقلها تماما كما هي وتحويلها الى لوحات فنية."
واستوحت الفنانة السويسرية اجلايا هارنز فكرة من الفيلم الالماني (سماء فوق برلين) لعمل فيلم قصير مدته 135 ثانية (سماء فوق الفارعة) بعد ان طلبت من 35 طالبة من الصف الثالث في مدرسة مخيم الفارعة الاساسية المجاورة لمبنى السجن عمل اجنحة من الورق وارتداءها والركض في ازقة المخيم.
وقالت اجلايا لرويترز "لقد شعرت بالصدمة لوجودي في هذا المكان ومع اني كنت اتوقع وجود طاقة سلبية في هذا المكان الا انني وجدت عكس ذلك واردت من خلال هذا الفيلم القصير ان أعرض على المشاهدين الحياة داخل المخيم بين الازقة والشوارع الضيقة والامل الذي يمثله هؤلاء الاطفال من خلال حركتهم العفوية والركض في كل الاتجاهات."
ويجسد الفنان الفلسطيني انس بربراوي في عمله الفني (مطر) حياة التشرد التي عاشها الفلسطيني من خلال اربعين مجسما تمثل شخصيات مختلفة شكلها من اسلاك حديدية يتوسطها مجسم ضخم لانسان صامد طوله ثلاثة امتار.
وقال بربراوي لرويترز "اخترت ان اعمل هذه الشخصيات من اسلاك الحديد للاشارة الى قوة الانسان الفلسطيني والاربعين مجسما كما ترى تمثل شخصيات مختلفة تعكس اوضاعا مختلفة لتشتت الفلسطينيين في مختلف دول العالم."
وأضاف "خلال وجودي هنا عملت على تدريب عدد من طلاب مدرسة المخيم على عمل مجسمات والعديد منهم اختار عمل مجسمات تمثل اوضاع المعتقلين خلال التعذيب من خلال الشبح الى الحائط او على الكراسي وهي مستمدة من روح هذا المكان.
ولا يزال المكان يحتفظ بالعديد من اجزائه كما هي من زنازين وغرف للتحقيق وقال مروان الطوباسي محافظ طوباس خلال ترحيبه بالمشاركين في الورشة الفنية "هذا المكان يحمل مفارقة بتحويله من مركز للاعتقال الى منارة للابداع."
وانسحبت اسرائيل من سجن الفارعة الذي كان مركزا للقوات البريطانية خلال فترة الانتداب في الثلاثينات من القرن الماضي وبعد ذلك مركزا للجيش الاردني حتى عام 1967 ثم تحول الى مركز للجيش الاسرائيلي عندما احتلت اسرائيل الضفة الغربية وحولته الى سجن في مطلع الثمانينات الى ان تسلمت السلطة الفلسطينية مدينة نابلس في عام 1995 بعد اتفاقية السلام الفلسطينية الاسرائيلية المؤقتة.
وقررت السلطة الفلسطينية تحويله الى مركز لاعداد القادة الشبان اطلقت عليه اسم (الشهيد صلاح خلف) القيادي البارز في حركة فتح الذي اغتيل في عام 1991 في تونس.
وعملت السلطة الفلسطينية بدعم من الدول المانحة الى اضافة ملعب لكرة القدم بمواصفات دولية مع مدرج وكذلك صالة مغلقة مع الحفاظ على طابع المبنى القديم الذي يضم ما يزيد على 21 غرفة والذي اصبح ما يشبه النزل الفندقي لايواء المشاركين في انشطة المركز المختلفة.
ويمثل وجود عدد من الفنانين في هذا المركز "حلما تحقق لزيارة فلسطين" وقالت الفنانة المصرية ياسمينة متولي خلال كلمة لها في حفل الاستقبال "كان حلمي ان ازور فلسطين والحلم تحقق وكل مصري عنده حلم بزيارة فلسطين." وتضع ياسمينة اللمسات النهائية على عملها الفني المتمثل بعرض للفيديو.
ويسعى الفنانان الفلسطينيان المقيمان في الاردن نضال الخيري وشيرين يعيش الى رسم جدارية كبيرة داخل مخيم الفارعة المجاور للمركز تستند الى احاديثهما مع سكان المخيم. وقالت شيرين ان الجدارية تجمع ما بين الرسم والكلمات.
ويفتتح الفنانون الذين اتاح لهم جاليري المحطة زيارة العديد من المدن الفلسطينية للاطلاع على واقع الحياة فيها والمرور عبر الحواجز الاسرائيلية كجزء من اهداف الورشة معرضهم امام الجمهور يوم الجمعة.
وقال محمد عموص رئيس مجلس ادارة جاليري المحطة "اننا دائما نبحث عن اماكن مهمشة بعيدة عن المركز لتنظيم ورش عمل فنية من اجل اطلاع الفنانين المشاركين على واقع الحياة في هذه المناطق ومن اجل التفاعل مع الثقافة وتاريخ هذه الاماكن وفي كل مرة سنكون على موعد مع مكان جديد له تاريخ وقصة."
من علي صوافطة